أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

عدم التوقيع على اتفاق السويد .. ترك هامش للتنصل؟

يمنات

معاذ منصر 

أسبوع خاطف في السويد، حاول فيه المبعوث الأممي مارتن جريفيث، ومعه المجتمع الدولي، أن يصنعوا نجاحاً ولو شفوياً. ستة ملفات انسانية جرى النقاش حولها وتقديم المقترحات في اطارها، وكل ما جرى ودار من نقاش انتهى دون نتيجة حقيقية. إلى جانب ما تم الاتفاق عليه بشأن ملف المعتقلين والأسرى، أخفق المبعوث الأممي بشأن ملفي مطار صنعاء والجانب الاقتصادي، فاضطر إلى السعي نحو الضغط على الاطراف اليمنية لإعلانها القبول بشأن ملف الحديدة والذي كانت خطته تعتبر جاهزة، ومع ذلك أعلنت الاطراف قبولها في اليوم الختامي للمشاورات ولكن دون أن يتم التوقيع على هذا الاتفاق الذي أعلن عنه.

ضغوطات في الساعة الأخيرة
مصادر سياسية في السويد، أكدت لـ «العربي»، بأن «نتائج المشاورات اليمنية بهذه الصورة جاءت بعد ضغط دولي كبير وبالذات عشية يوم الاختتام، أما الأطراف اليمنية فقد كانت متباعدة في وجهات النظر في كل القضايا باستثناء تبادل الأسرى ومطار صنعاء والاجراءات الاقتصادية».

وكشفت المصادر في حديثها مع «العربي»، عن أن وفد «الشرعية» ظهر «متخبطاً وبلا قرار»، وأن «الموافقة على اتفاق الحديدة من قبل الشرعية جاء بموافقة وضغط من الرياض صبيحة اليوم الأخير للمفاوضات». وكشفت المصادر أيضا، عن «أن رئيس الوفد التفاوضي خالد اليماني حاول أن يرفض وأن يقنع الرياض بأنهم في الشرعية سيرفضون وسيدعمون هذا الاتجاه، إلا أن هذا العرض لم يلقى أي استجابة، وأن محمد بن سلمان ضغط على الوفد بالموافقة».

المصادر الخاصة والمطلعة في السويد، أوضحت، أن «بعض أعضاء الوفد التفاوضي عبروا عن انزعاجهم تجاه هذا الضغط، وأن البعض من الأعضاء لم يحضروا الجلسة الختامية، معتبرين أن «ما جرى هزيمة وضربة قاضية في خاصرة الشرعية، وخاصرة المرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الشرعية وتنص على الانسحاب لجماعة أنصار الله وعودة الشرعية». ورأت تلك القيادات وعلى رأسها المستشار للرئيس اليمني محمد بن موسى العامري، أن «قرار الشرعية لم يكن بيدها»، وهذا يبدو واضحا منذ بداية الحرب ومنذ بداية التدخل السعودي والاماراتي، ومنذ أول جولة للمفاوضات. ولهذا وطبقا للمصادر، «ما كان على وفد الشرعية إلا اعلان الموافقة، وبتوجيه سعودي وعبر السفير الأمريكي الذي كان متواجدا في السويد وضغط على الوفد، ولهذا ظهر اتفاق الحديدة يوم اختتام المفاوضات اجراء تم بأوامر بعيدة المدى».

وكان حديث الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الاممي، مارتن جريفيث تأكيدا واضحاً لما جرى، وذلك بتوجيهه شكراً خاصاً لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في إنجاح المشاورات، وأيضا الرئيس هادي بحسب حديثه.

اتفاق السويد يقضي على المرجعيات الثلاث
تشعر «الشرعية» بأن المرجعيات الثلاث لم يعد لها أي وجود أو أساس بعد إعلانها موافقتها على بعض الملفات، خصوصا ملف الحديدة، فهذا الملف ينسف المرجعيات الثلاث والقرار الأممي 2216.  لذلك حاول مدير مكتب رئيس الجمهورية، عبدالله العليمي، أن يستدرك هذا بعد يوم من المشاورات وفي تصريحاته التي أطلقها، حيث قال: «الإطار العام للمشاورات الذي قدمه المبعوث يشير الى المرجعيات الثلاث في مقدمته، ولكنه يتعارض مع بعضها في بعض التفاصيل، ونحن نؤكد دائماً على اهمية الالتزام بالمرجعيات، ونعيد التأكيد مجدداً وبوضوح لا لبس فيه، لن نسمح بتجاوزها أو الانتفاص منها او الالتفاف عليها».

من جهتها أكدت المصادر الدبلوماسية القريبة من مكتب المبعوث الأممي مارتن جريفيث، في حديثها إلى «العربي»، أن «النقاشات السرية التي تتم بين دبلوماسيين غربيين، تسعى إلى إيجاد مداخل غير مباشرة لتغيير مسار المشاورات وتغيير مسار الاتفاقات والحلول، بما يعيد النظر في القضية والازمة اليمنية بناء على الواقع والمستجدات التي حدثت». ومن هذا المنطلق توقعت المصادر أن «يكون هناك قرار جديد من مجلس الأمن الدولي، وحالياً يجري النقاش بشأنه في أروقة مجلس الأمن بعد تقديم المبعوث الأممي مارتن جريفيث احاطته إلى المجلس». وأوضحت المصادر، أن «مشاورات السويد أريد لها أن تكون بهذه السرعة وبهذا الشكل الخاطف ودون الخوض في تفاصيل أكثر، حتى لا يترك الفرصة للأطراف اليمنية المراوغة، وكان الهدف هو خطف توافق يستطيع من خلاله المجتمع الدولي أن يعيد طبخ الحلول السياسية وفق رؤية غربية بريطانية أمريكية بدرجة رئيسية والأطراف اليمنية لن تكون على إطلاع ما سيتم التحضير له».

وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة ومقربة من مكتب جريفيث، لـ «العربي»، عن أن «اتفاق الحديدة وبعض المقترحات لم تكن الشرعية على علم باي تفاصيل منها». وأشارت المصادر، الى أن «هناك اتفاقات سرية تتم بين السعودية والامارات وبين طرف حركة أنصار الله، عبر المبعوث الأممي مارتن جريفيث، وهو ما يجري التحضير لها في اطار الجولة القادمة من المشاورات وما يراهن عليها الجميع، في حين أن هذه المشاورات هي مشاورات إنسانية بدرجة رئيسية».

وكشفت المصادر أيضا، في حديثها لـ «العربي»، عن «أن المرة القادمة سيكون هناك اتفاق متعلق بجبهات الحدود مع المملكة العربية السعودية، وانسحاب الأنصار من العمق السعودي، وهذا ما يحاول المبعوث الأممي أن يحضّر له وبالتنسيق والتشاور السري بين  أنصار الله وبين الطرف الاخر الذي هو متمثل بدول التحالف وليس الشرعية».

لماذا لم يتم التوقيع على الاتفاق؟
اتفاق الحديدة الذي أعلن عنه في الجلسة الختامية، والذي جاء بضغوطات، لماذا لم يتم التوقيع عليه؟ هذا هو السؤال الذي لم تجيب عليه الأطراف اليمنية ولا الأمم المتحدة. المبعوث الأممي مارتن جريفيث ومعه الأمين العام، كان ردهم على سؤال أحد الصحفيين متى سيتم التوقيع؟ بالقول: «لا نعلم».

لكن المصادر في السويد، أكدت لـ «العربي»، بأن «عدم التوقيع على الاتفاق خلفه أسباب كثيرة، من بينها عدم اقتناع الأطراف نفسها، وما جرى تم بضغط دولي». وتضيف المصادر: «الأمر الثاني أن الملف ما زال مفتوحا ولم يتم حسمه بشكل نهائي وأن بنودا ستضاف إلى الاتفاق وهذه البنود ستشمل الالية التنفيذية والية الاشراف بشكل دقيق». في حين لم تستبعد المصادر أن ما جرى من اتفاق شفهي والاعلان عن نجاحات في الاعلام والرأي العام، كان الهدف منه «صرف النظر عن الضغوطات التي تواجهها السعودية وابن سلمان تحديدا، على خلفية مقتل الصحفي خاشقجي، وأن عدم التوقيع على الاتفاق، الهدف منه هو محاولة إيجاد هامش للتحالف حتى يتنصل من الاتفاق ربما». وهذا الأمر وارد وواضح خصوصاً في ظل الأهداف المعروفة والمكشوفة لـ «التحالف» والامارات تحديدا في معركتهم في الحديدة.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.  

زر الذهاب إلى الأعلى